السبت، 13 ديسمبر 2008

الشجرة والقطة والعصفورة

أحارب رموش عينك
حتى لا تغمض جفونك فأحرم من نور قلبك المتدفق من عينين
لا ترى سوى الحب ولا نرى فيها سوى الحب
فهناك عيون نرى منها الغدر وأخرى نرى منها اللعب
وهناك عيون وعيون عتمة مظلمة الروح لا نرى منها أو فيها شئ
فهل لرؤاي من شئ ينقصه العقل ؟ أم أن مسار القلب في جسدي تغير
واصبح في كل قطعة من نسجى
وكأني طائر جبل وغابات ...
طار فوق البحر فهام على وجهه تائها في دنيا بعيدة عن دنياه
أرجوك يا صاحبة العين المتكلمة أن تفهميني ما عجزت عن فهمه
أن تأتي لي بدليل عقلي أو تعفى نفسك من حرجا وتقولي لا تحاربني
فلست أنا من تفهم حبك أو تدخل بيتا أسسته أنت في قلبك منذ بعيد
فشراعك لن يملئه هوائي
وسكوتك وسكونك بعيدا عنى لم يغلق لي شباك
ولكن هل هذا علاجي
هل هذا علاج من احب الشجرة والقطة والعصفورة
وهو على علم بأنها لن تدفئ حضنه
صدقيني لست بمقتطع الورد
أنا من يدلو بكفيه في النهر ليسقيك.
أفراحي ويأسى وآمالي أطراف طاحونة تأتى بالخير اسفل قدميك
قبلاتي لم تكن على خديك أو شفتاك أو نهديك
بل كانت على صدر تراب أرضا شهدت خطواتك
واحترق الشعر في صدري وكتفي وابتل وجهي بعرقي ودموعي
دون تلامس بين الأجساد
بل يكفيني مجاورتك أنفاسك لها رائحة في أنفي

حركة أسنانك وهى تلوك طعاما تثير في الغيرة
لما لا أكون أنا هذا الطعام الذي يمر داخلك في رحلة ولو قصيرة
تنتهي بالموت
أنا راقد بالباب ولست بمستجدى
فحقيقي يصعب عليك أن تهزميني بحب يفوق حبي لك
فأنا عشت وسأعيش بحب معوق الأطراف
يمشى ويطير ويسبح بذراع واحدة
وبقلب واحد متضخم ومثقل بك
يتمنى نهاية عمره حتى يرتاح
يتمنى ألا يأتيه الدم المعتاد والذي تلوثه حروف اسمك
كنت بعيدة وكنت بعيد ومع هذا لم استطع أن انتزعك من جوفي
كنت لغيري.. وكنت ومازلت لغيرك واراك في غيرك
هل أنت من آهل الجن تسكن كل من حولي
أم أنت شيطانه تلعب بي
شيطانه تكفر بي و أؤمن بها
اللعنة على نفسي على روحي على جسدي على قلبي
هؤلاء عصبة شر تجمعت ضدي
ورمت بي أسيرا مذلولا بين يداك
سبحان من جعلنا نحبه ولا نراه
ادعوه بأن يغفر لي
وأنا على أعتابه
ما فعلته في نفسي طول سنين طويلة ..طويلة

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

سفينة على متن قطار


نعم لا تتعجب ... صادفت الشهر قبل الماضي على متن قطار القاهرة الإسماعيلية

الساعة العاشرة مساءا ... سفينة

... نعم سفينة داخل القطار

أرجوك لا تتهمني بالجنون فأنا في ذلك اليوم قهر تعب العمل جسدي واعتلاه بكل أنواع العناء
ولكنه لم يقهر عقلي أو إدراكي .
أعود بك لموضوع السفينة
إنها تتحرك عكس اتجاه القطار وهى بداخله .. إنها تبحر في غير بحار أو انهار .. إنها تبحر بلا قبطان أو بحار .. لم أجد لها مجدافين ولا شراع
و تسألت من أين لها بالقوة تحركها.. ليس هناك من يقودها أو حتى هواء يدفعها
وظللت كثيرا في الحيرة حتى تملكني اليأس
وازداد الألم في فقرات عنقي ورأسي الممدودة فضولا أتفحصها و أراقبها
وامتطيت جواد لساني وتباريت معها في جدال خاسر
مع أنى امتلك من البلاغة ما لا أظن أنها بقليل
وتكلمت السفينة بكلمات بسيطة اللفظ .. صعبة الاستيعاب
لم افهم منها سوى أنها سفينة الحرية .. تبحث عن الحرية .. تعيش الحرية
وهى بطبيعة الحال حرة وليست بمتحررة
فالمتحررات هن من وهبوا الحرية ..أما هي فترفض أن يهبها أحد حريتها
يا لها من سفينة... من امرأة... من بطلة ...تبحر ضد كل أنواع النوات والتيارات
لها قلب ذهبي لا يصدأ بزمن أو بعوامل تعرية قاسية كعيون الناس وألسنتها
حقا فرحت بها ولها وحين رجعت البيت نظرت لنفسي في المرآة فوجدت أسوار
وقضبان من حولي أنى أبدو كسجين مع أنى معترف أني مغتصب حرية نفسي
وما سلبني أحدا إياها .
وصفى لها وإعجابي أنساني أن اذكر لك أنى اعرفها منذ سنين طويلة
كانت وردة .. زهرة خطفت قلبي بروحها الساحرة
ومن وقتها عشت الأيام بغير قلبي المخطوف ولكن حين رايتها وجدته معها
ولكن هذه المرة خطفت عقلي فأنا أرى الوردة.. الزهرة وقد اكتملت بالأشواك تزين بها عقلها وتحميها من عبث العابثين حولها
ألا تلاحظ أنها ومن غير قصد اعتادت معي لعبة الخطف
وأنا المستسلم لها في كل وقت اسعد افرح ابتهج وكأني الأبله مختل التفكير
كفاني عنها كلام اليوم حتى لا أراك مكاني غدا سجين نفسك ومخطوف القلب
والعقل ليس هذا حرصا منى عليك ولكنى أخشى داء الغيرة من سيطرته على فأجدني لا أتكلم معك ثانية وأنا من لي غيرك نافذة ألقي منها بعض أحزاني.





طريق من الابواب

أنغام .. كلمات .. وقيثارة أتغنى بهم منذ أعوام
اللحن يسرى صداه في جدار القلب
والكلمة تنشق من صدري من نار الجسد إلى برد الأسماع
وأوتار قيثارة تهتز فيهتز نهاري قبل ليل ملتف على عنقي
وكأنه نبات متسلق .... وكأنه لبلاب
الأغنية تتكرر وتتكرر ملايين المرات

لا في يوم من أيامي ولا عام من أعوامي سئمت التكرار
أحيى أموت بتلك الأغنية وتلك الكلمات
أتخيل عيناك فاسمع نفس الألحان
أتخيل أهدابك أوتار قيثارة تخرج من زمني وتمر بكل الأزمان
وأيادي كثيرة متشابكة متعانقة ملتهبة من الإحساس عطشانة لحنان
الأغنية أغنيها في سرى فالمكتوب عليها دائما سجن الكتمان
الفرحة لم توهب لي .. لم تأتى لي .. لم تكن من حظي سوى الأحزان
والحزن في بعدك أمل لا يعلوه أمل إلا بلقاء

النغمة أنتي .. والكلمة أنتي .. وأنتي .. قيثارة عمري
الكلمة رشيقة ترقص في حضن النغمة مع صوت قيثارة تشدو بهما في كل مكان



ولكنى لا أجد في كل مكان إلا أبوابك
فلديكي أبواب .. و أبواب .. خلف أبوابك


هل أنتي طريق من الأبواب
هل أنتي اللذة المرة قاسية الألباب


أم أن صوت الدق على أبوابك ينسيك من هم بالباب
هل ضعف السمع بقلبك إلى هذا الحد
أم أن الطارق على تلك الأبواب مولود في الغد .. لعلى أكون أنا هذا المولود ... فأنا منتظر الغد وبعد الغد
انتظر كل المتبقي من عمري

حتى ولو كان العمر أيام تتسرب .. تتساقط .. كحبيبات الندى من ورق الأشجار .. حتى ولو كان مجرد أثر سقاء ارض مقفرة بعد الأمطار
ماذا بعد عذاب النفس هل نفسي فعلا تتعذب بوجودك أم تتعذب بفراقك
اقسم أنى لا اعلم .. لا اعلم ما الفرق بين الحق في قربك والحقيقة في بعدك
هل هذا ما يدعى فصام النفس .. أم أنى قد قربت من فطام الأنفاس
ولكنى علمت أخيرا شيئا واحد هو أنى أتنفس نور ينبعث من وجهك من روحك من كفين وقدمين صغيرين
من خصلة شعر صغيرة تبدو فوق جبين متحدى.. اسفل موضع تاج الملكة المعتلية عرش القلب فى قصر الوجدان .

وسجنت قلبى فى قلبى

اطلقت سراحها
واخرجتها من داخل زنزانة حجرات قلبى خلف قضبان اسوار ضلوع الصدر
يا ليتنى ما فعلت .. يا ليتنى ما فعلت

وكأنى اخرجت العفريت الجنى القابع داخل مصباح اساطير قديمة ليغرقنى بدخانه
وكأن فراشة خرجت من شرنقه حريرية
لتلتف حولى عابثة مستهترة بنظراتى الملهوفة





اطلقت سراحها بعد ان كان لقاؤها خيال باعماقى احيى بأمله ولا أموت
اطلقت سراحها فصارت اليوم حقيقة اراها فى امال الاخريين

اطلقت سراحها وسجنت قلبى فى قلبى 0000




نور لن تراه

استيقظت صباح اليوم وكعادتي اقلب أركان الصحف
فقرأت عن حادثة في السماء
طائر حزين مر بكل دروب الظلم يصدم بقلب معلق بين



سحاب الوهم الممزوج بحقيقة النسيان .

الطائر يكمل رحلاته
والقلب ينزف دما يكتب به كلمات لا تحمل سوى اسم الطائر

السماء تبكى أمطار الأسف على الاثنين
تتساقط تلك الأمطار لتذيب وجنات الورد
نسمع صوت فراشات الأمل تنادى يا سماء لما كل هذا
فترد عليها السماء من يتحمل أن يرى حزن الطائر وجرح القلب
فلحزن الطائر موجة ريح عاتية تصعد تهبط بكل أمال
والقلب المجروح بأحد أحد نصال الرغبة لا رغبة له سوى الكتمان
أفي كل أحاسيس الأرض من يشعر بهما
يا طائر متى تكف عن رحلاتك
يا قلب متى تكف عن الموت بخيال لا يراه غيرك
أسأل نفسي أغوص في سراديب الكذب عليها تارة وفى ألوان حقائق أخرى مرات
هل كان في يوم من الأيام قلب للطائر أم أن القلب النازف هو قلبه
الحيرة كل الحيرة هل هما اثنين أم شئ واحد في الأصل وتفرق بفعل الناس
يا ناس ماذا فعلتم بأجمل الأشياء ؟ ماذا فعلتم أم أن هناك خديعة حب جميلة بين العشاق
لن تصل أبدا أن تحب من احبك ولا أن يحبك من أحببت
فلقاء الحب محال وقلوب المحبين مريضة بالحب لدرجة ألا ترى من أحببها بصدق
والسر غلاف يحفظ من أحببت لا تفشيه وان ضنت عليك أيامك وسنينك بلقائه
عيش أيامك بيضاء سوداء يسكنها نور لن تراه و ستطوى أوراق دفنت فيها كلماتك
لعلك في لحظة من اللحظات تسرق من الزمن ولو بضع ساعات تقابل فيه من أحببت
شاعر بك أو لا
لا تطمع في أن يشعر بك ولا تمنى نفسك
فأنت في الحالتين لن تغير عشقك له ولن تجبره على ما لا يراه
صرخات النمل لا تسمعها أقدام السائر فوق الأوكار
وبكاء الأسماك لن تزيد مياه البحر الواسع
أغلقت الصحيفة على هذا الخبر ونظرت من النافذة فلم أجد سوى الليل قهر صباحي
عدت إلى غرفتي فشاهدت مكان سريري تابوت يفتح زراعيه ويقول أهلا .. أهلا.. بصديق الأيام .

أيام قليلة

انت منى وانا منك مختلفة عنى ومختلف عنك
لى فكرى ولك فكرك فأنا النار وأنت الماء
أنا الهواء وأنت الأرض أنا الطائر وأنت نبات الحقل
كيف كل هذا وانت منى . ستظلى منى وسأظل منك
نعم احبك . نعم احبك. أحبك بكل زحف الماضى
وبكل خطى الآتى أحبك...القلب والفكر والحلم لك
لا أرى الا بعينيك لا اسمع الا بأذنيك
عيناك التى رأيت منها جمال العالم
ولسانك العذب ينطق فى فمى بأحلى وأصعب وأقهر الكلمات
فأنت الكلمة وانت المنطق والعقل والكذب والصدق والجنون
خروج ودخول وفناء وبقاء لك ومنك وبك
خلقتى لتكونى احلى تابلوه تلونه ريشة تقف بين اصابعى حائرة.... فانت بدون الوان مليئة بكل الالوان فالشمس والقمر والنجم والسماء والليل والنهار
يختلطوا فى دائرة الحب القرمزية ساجدين بين خصلات شعرك فوق دروب ترسمها نظراتك
فهل لى ان احيي بدونك... هل لى من شىء سوى البعد عنك
كلما اقتربت منك. احتاجك اكثر. احبك اكثر. احترق اكثر
احس بانك ماء جاف لا يروى عطش سنينى لك
اراك جبال ثلج عالية لا تطفىء بركان الحب فى فؤادى
كل الوقت بساعاته وايامه وسنينه مهدور مقتول بانتظارك
اسامحك على كل ما فعلتيه بى فانت لم تفعل بى شىء سوى انك خلقت ووجدت فى الحياة
ولو لم تكن انت ما كنت انا ..اغفرى لى لانى سأختفى ..سأختفى ولن ألقى بنفسى فى طريقك مرة اخرى ابدا
فانا معك ازوب واموت واتلاشى من شوقا لا ينتهى ولكن شوقى الى ماذا ؟ هذا ما لا اعلمه
لم اتعامل معك معاملة اى رجل لكل انثى لم احاول ان المس يديك ولو مرة واحدة لانى بالفعل اشعر بدفئها
محتضنة كفى طول الوقت . ولم ادنس شفتيك او حتى خديك بقبلة واحدة فانا فعلت مع غيرك ولم اجنى سوى متعة اللحظة الفانية ...ولكن السحر المنبعث منك يقهرنى ...يتوغل فى وجدانى يجرى فى شرايينى ..يمر بين حلم خيالى وحلم يقظتى ..يقهر غرائزى ..يقهر انسانيتى ..
لذا سأبتعد ...سأبتعد لأعيش ما تبقى لى من ايام قليلة فى عمرى

فهى فى الحقيقة قليلة قليلة ولكن هذا لن يغير من الحقيقة شىء .
فالحقيقة الباقية هى انى : اشكرك على كل ابتسامة تبسمتها فى وجهى مجاملة
اشكرك على كل دقيقة رقيقة سمحتى لى بسرقتها من وقتك
اشكرك على وجودك فى الحياة .






______________________امضاء
_________________________مغادر